تمكين الشباب في إطار التنمية المجتمعية الرقمية ودعم الشباب لاكتساب مهارات المستقبل

تمكين الشباب في إطار التنمية المجتمعية الرقمية ودعم الشباب لاكتساب مهارات المستقبل

تمثّل فئة الشباب الركيزة الأساسية لنهضة المجتمعات، وهي القوة المحركة لأي تحول اقتصادي أو اجتماعي. ومع التقدم المتسارع في التقنيات الرقمية، بات تمكين الشباب ضرورة وطنية واستراتيجية لتعزيز التنمية المستدامة، وخلق مجتمع رقمي قادر على المنافسة عالميًا. فالتحول الرقمي لم يعد خيارًا، بل أصبح مطلبًا ملحًا لتهيئة الأجيال القادمة لسوق عمل متغير يعتمد على الابتكار، والقدرة على استخدام الأدوات الرقمية بكفاءة.

التنمية المجتمعية الرقمية: رؤية جديدة لتمكين الشباب

تسعى الدول والمؤسسات اليوم إلى بناء مجتمعات رقمية تعتمد على المعرفة والتقنية كأدوات للتنمية. ويُعد الشباب محور هذه الجهود من خلال:

1. إكسابهم مهارات رقمية حديثة مثل التحليل الرقمي، الذكاء الاصطناعي، أمن المعلومات، وإدارة البيانات.

2. تشجيع ريادة الأعمال الرقمية عبر توفير حاضنات أعمال، ومنصات لدعم الابتكار والمشروعات الناشئة.

3. تعزيز الثقافة الرقمية لتمكين الشباب من التعامل الواعي والمسؤول مع التكنولوجيا، بما يحقق نموًا مجتمعيًا مستدامًا.

إن بناء مجتمع رقمي قوي يبدأ بتمكين شبابه من أدوات العصر، وإعدادهم للمساهمة الفاعلة في الاقتصاد الرقمي العالمي.

يمثّل الشباب الجامعي شريحة حيوية في دورة التنمية، ويتطلب تمكينهم برامج متعددة المسارات، منها:

§ تنمية المهارات التقنية (Hard Skills) التي أصبحت ضرورية مثل: البرمجة وتحليل البيانات والتصميم الرقمي وإدارة المشاريع الرقمية ومهارات الذكاء الاصطناعي. هذه المهارات تفتح أمامهم آفاقًا واسعة في القطاعات التقنية والابتكارية.

§ تنمية المهارات الشخصية والمهنية  (Soft Skills)كما يحتاج الشباب إلى مجموعة من المهارات التي تضمن لهم التميز في بيئة العمل، مثل: التفكير الناقد وحل المشكلات/ الاتصال الفعّال/ العمل الجماعي/ مهارات القيادة/ التكيف مع التغيير ، حيث تسهم هذه المهارات في رفع جاهزيتهم لسوق العمل الذي أصبح أكثر تنافسية وتغيرًا.

و لكي ينجح الشباب في سوق العمل الحديث، يجب أن تتكامل الجهود بين الجامعات، القطاع الخاص، والجهات الحكومية من خلال:

1. ربط البرامج الأكاديمية باحتياجات سوق العمل
التخصصات يجب أن تكون مواكبة للتطور التقني، مع توفير تطبيقات عملية ومشروعات ميدانية.

2. توفير التدريب التعاوني والتطبيقي
الخبرات العملية خلال الدراسة تساعد الطلاب على الاندماج السريع في بيئات العمل بعد التخرج.

3. تعزيز روح الابتكار وريادة الأعمال
تشجيع الطلاب على إنشاء مشاريع تقنية ناشئة، وتوفير حاضنات ومسرّعات أعمال لدعمهم.

4. إقامة شراكات مع شركات التقنية العالمية
لضمان نقل المعرفة وتوفير فرص تدريب وتوظيف عالية الجودة.

خاتمة

إن تمكين الشباب في إطار التنمية المجتمعية الرقمية يمثل استثمارًا حقيقيًا في مستقبل الوطن. فالشباب اليوم هم صُنّاع الغد، وتهيئتهم بمهارات المستقبل—سواء التقنية أو المهنية—تسهم في خلق اقتصاد معرفي تنافسي، وتعزز القدرة الوطنية على الابتكار والتحول الرقمي. ومن خلال دعم الجامعات، وتمكين القطاع الخاص، وتوفير منصات تعلم رقمية متقدمة، يمكن بناء جيل قادر على قيادة مسيرة التنمية وإحداث الفرق في عالم سريع التغير.

 

دور أكاديمية التدريب النوعي في تأهيل الشباب لسوق العمل الرقمي

وتسهم أكاديمية التدريب النوعي بدور محوري في تعزيز جاهزية الشباب لسوق العمل الحديث، وذلك من خلال تقديم برامج تدريبية نوعية تُواكب التطورات الرقمية وتلبي احتياجات القطاعات المهنية المختلفة. فقد ركّزت الأكاديمية على تصميم مسارات تدريب متكاملة تجمع بين المهارات التقنية والمهارات الشخصية والمهنية، مما يمكّن المتدربين من بناء كفاءات حقيقية تؤهلهم لخوض التحديات الوظيفية بثقة واقتدار.

وتشمل البرامج التي تقدمها الأكاديمية:

· برامج التحول الرقمي وإكساب الشباب مهارات الذكاء الاصطناعي، تحليل البيانات، أمن المعلومات، وتصميم المحتوى الرقمي.

· برامج المهارات المهنية مثل إدارة المشاريع، التفكير الناقد، مهارات العمل الجماعي، القيادة، والتواصل الفعّال.

· برامج ريادة الأعمال الرقمية التي تساعد الشباب على تحويل أفكارهم الابتكارية إلى مشاريع قابلة للنمو.

· برامج التدريب التعاوني والعملي التي تربط المتدرب بسوق العمل الحقيقي، وتمنحه خبرات تطبيقية تُعزز من فرص توظيفه.

كما تعتمد الأكاديمية على نظام تعلّم إلكتروني متطور، يتيح للمتدربين الوصول إلى محتوى تدريبي تفاعلي، ويشجعهم على التعلم الذاتي المستمر، بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل في عصر الاقتصاد الرقمي.

وبذلك تسهم أكاديمية التدريب النوعي في إعداد جيل شاب مؤهل، قادر على المنافسة، ومزوّد بالمهارات المستقبلية التي تؤهله ليس فقط للوظائف الحالية، بل أيضًا لصناعة فرص عمل جديدة تُحقق التنمية المجتمعية المستدامة.